قول الله تعالى: [وان من شيء الا عندنا خزائنه] (الحجر:21) متضمن لكنز من الكنوز؛ وهو ان كل شيء لا يطلب الا ممن عنده خزائنه، و مفاتيح تلك الخزائن بيديه، وان طلبه من عيره طلب ممن ليس عنده و لا يقدر عليه
وقوله تعالى: [وان الى ربك المنتهى] ( النجم:42) متضمن لكنز عظيم، وهو ان كل مراد ان لم يرد لأجله و يتصل به فهو مضمحل منقطع؛ فانه ليس اليه المنتهى، و ليس المنتهى الا الذي انتهت اليه الأمور كلها، فانتهت الى خلقه و مشيئته و حكمته و علمه، فهو غاية كل مطلوب، و كل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب، وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع و باطل، وكل قلب لا يصل اليه فهو شقي محجوب عن سعادته و فلاحه
فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: [وان من شيء الا عندنا خزائنه]، واجتمع ما يراد له كله في قوله: [ وان الى ربك المنتهى]، فليس وراءه سبحانه غاية تطلب، و ليس دونه غاية اليها المنتهى
ابن القيم الجوزية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق